الاختيار أصعب مراحل الزواج
يحلم كل شاب وفتاة باليوم الذي يجد فيه من يشاركه حياته، غير أن الكثير منهم يفتقدون لمهارات اختيار ذلك الشريك، والأسس الواجب توفرها فيه.. حتى إن تمت عملية الاختيار فعلا، وبدأت الخطبة فإن الكثير من الشباب لا يجيدون كذلك فن الغوص في شخصية الشريك لتحديد ملامحه من خلف قناع التجمل الذي ربما يضعه البعض خلال فترة الخطبة.
وربما يجب على الشباب العربي -من الجنسين- ألا يعرف الحيل وأساليب الخداع التي قد يلجأ إليها البعض لجذب الطرف الآخر للتقدم لخطبته، أو حتى لإتمام الخطبة بالزواج، ولكن يجب أن يكون لديهم على الأقل الإلمام بالحد الأدنى من المعايير والشروط المطلوب توافرها في زوج المستقبل.
فكيف نعرف مدى ملاءمة الطرف الآخر لنا؟ ومتى يجب علينا الابتعاد؟ ومتى نكمل الخطبة؟ وما هي الأسئلة التي يجب أن نطرحها، والمواقف اللازم حسمها قبل إتمام الخطبة أو حتى بعدها؟
لا لتجاهل النصائح!
لا تفرط أبدًا في الشريك المناسب
ومن ناحيتها، ترى الدكتورة عايدة فؤاد أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن من أكثر الأخطاء التي يقع فيها المقبلون على الزواج، سواء شابا أو فتاة، هو عدم أخذ المشورة من أهل الاختصاص ومن أهل الخبرة في الحياة العملية، سواء من الأهل أو الأصحاب.
وكذلك عدم إعطائهم قيمة لمثل هذه النصائح مع أن مثل هذه النصائح إذا أخذت في الحسبان فإنها سوف تمنع الكثير من المشاكل التي قد تطرأ بسبب وجود تنافر في الطباع يتم التغاضي عنه تحت تأثير الرغبة في إتمام الزواج.
كما أنه لا بد من مراعاة الانسجام بين الأسرتين على الأقل للحد الذي يحول دون وجود صراعات مستقبلية بينهما، ويكون غياب مثل ذلك الانسجام شرارة بدء الخلافات بين الأزواج نتيجة للشحن المتواصل بينهم.
وتضيف: أريد من كل شاب أو فتاة بأن يسأل نفسه ماذا أريد من الزواج؟ هل كل ما أريده هو البيت والأطفال؟ فإذا كانت هذه هي الإجابة فليتزوج الشاب أي فتاة أو تتزوج الفتاة أي شخص، أما إذا كان أمله أن يعيش حياة سعيدة فعليه أن يتعب قليلا في الاختيار وأن ينظر إلى عيوب الطرف الآخر، ويتأكد أنه قادر على معايشتها وليس تغييرها.
جمع المعلومات.. ضرورة
الدكتور فكري عبد العزيز المستشار النفسي، وعضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية، يعتبر أن أهم ما يجب على المقبلين على الزواج اتباعه هو دراسة الطرف الآخر جيدا وعدم الاستعجال، وكذلك جمع المعلومات عن شخصية الشريك المحتمل، سواءً السلبية أو الإيجابية.
وعليه أن يقوم بموازنة الجانبين جيدًا، وتقرير إذا ما كان يمكنه التعايش مع العيوب والتغاضي عنها أم أنها من شأنها أن تعطل مسيرة الزواج.
ويوضح أن هناك الكثير من أنماط الاختيار الزوجي منه العاطفي والعقلاني والجسدي والاجتماعي.. والأذكى هو من يحاول أن يجمع بين كل هذه الأنماط في زيجة واحدة.
ويضيف: يجب على المقبل على الزواج أن يكون واضحًا مع نفسه وأن يفكر جيدا وأن يكون هناك استعداد متبادل لقبول التناقضات في الطرف الآخر، وأن يرتب أولوياته في الطرف الآخر.
وعن أهم الصفات التي إن وجدت في الطرف الآخر يجب الابتعاد عنه، يشير الدكتور فكري إلى صفات الظن السيئ والشخصية المتعالية والجافة، وكذلك الشخصية البخيلة أو العصبية الحادة، حيث إنها أكثر الصفات التي تكون غير قابلة للتغيير بسهولة، وتنم عن عدم احترام الآخر ورغباته، والمحاولة الدءوبة على فرض الرأي عليه وعدم الاعتداد بشخصيته.
أسئلة واختبارات!
ومن جهتها تطالب الدكتورة ليلى الموصلي أستاذة علم النفس بجامعة القاهرة، المقبلين على الزواج بوضع اختبار أو عدة أسئلة للطرف الآخر ليتسنى له معرفته على حقيقته والتعرف على فرص استمرار الحياة معه.. وتقترح عدة أسئلة منها:
- ما هو طموحك في الحياة والهدف الذي تسعى لتحقيقه؟
ليتحقق ما إذا كانت هذه الطموحات تتناسب معه أم لا، فقد تكون أقل مما يطمح إليه أو تتعارض معه.
- ما هي الصفات التي تحب أن تراها في شريك الحياة؟
وذلك لدفع الطرف الآخر للحديث ومعرفة ما بداخله وما يحبه وما يكرهه ومعرفة مدى مناسبته لنا.
- تحديد الموقف من جميع المسائل المصيرية، مثل إنجاب الأطفال، والموقف من عمل المرأة، وحدود العلاقة مع الأهل... إلخ.
- معرفة إذا كان أحد الأطراف يعاني من مشاكل صحية أو عيوب خلقية تجعله غير قادر على مزاولة حياته الاعتيادية.
- من هم أصدقاؤه وكيف يتعامل معهم وكيف يعاملونه؟ إذ إنه يعتبر قياسا لشخصيته.
- معرفة شكل علاقته بوالدته ووالده وإخوته؟ وكيف يدار أسلوب الحوار داخل البيت الذي نشأ فيه؟
- ما هي درجة علاقته بربه ومدى تدينه؟
كل هذه الأسئلة يجب أن تطرح على الطرف الآخر، ويجب أن يجتهد لمعرفة مدى ملاءمة الأجوبة للواقع، حيث يتعمد البعض الإجابة بإجابات ليست صحيحة لرسم صورة معينة لدى الطرف الآخر.
ياترى رايك ايه فالكلام ده مش محتاجين شكر محتاجين رايك لانو يهمنا ؟؟؟