الفنان حسام تحسين بك كان ضيفا عزيزا علينا في سيريانيوز ..التقيناه في حوار جمع في سطوره حديثا عن البدايات والذكريات وبعض التفاصيل عن هذا المشوار الفني الذي نعتز به كلنا ..وكان معه اللقاء التالي :
معظم الجيل الجديد يعرفك ولكن لا يعرف تفاصيل كافية عن تاريخك الفني ، كيف تختصر لنا بداياتك في الفن؟
الحقيقة أنه اذا كانت هناك معلومات لم تصل للبعض فهو تقصير مني ، الامر بدأ بأنني العب "جمباز " واعتبرتها رياضة فنية كما وأني احببت ان ادرس الموسيقى لكن أهلي لم يحبوا ذلك ولم يوافقوا لأنه في ذلك الوقت كانوا يربطون الآلة والموسيقى "بالكبارية " .
وانتسبت بعدها لفرقة الفنون الشعبية في عام 64 وبعد فترة صغيرة من انتسابي للفرقة مدتها 3 اشهر أصبحت انا " سوليست " . ومدربي في الفرقة هو اول واحد أخبرني بأنني سأكون مدرب رغم أنني وبصراحة لم يكن يوجد عندي هدف معين وكنت اقول في نفسي ربما من محبته بي فهو يشجعني لكنني فعلا اصبحت مدرب بعد سنوات من الرقص .
وقبل ذلك شكلت فرقة صغيرة تتألف مني ومن شابين آخرين وكنا نقدم " عروضا ليلية دبكة وباليه شعبي وكوميديا في الوقت نفسه ونأخذ اجر عالي وكان اسمها فرقة السيوف ..
وفيما بعد شكلت فرقة زنوبيا ومن ثم بدأت بتدريب الرقصات في كل مسرحيات الأستاذ دريد لحام .
وكيف اتجهت من الرقص والتدريب الى التمثيل ؟
عندما بدأت بتدريب الرقصات مع الأستاذ دريد اعجب بعملي وقال لي انني يجب أن امثل وبدأنا العمل في مسرحية "عقد اللولو " وعملت على تصميم اللوحات واحيانا كنت اغني وألحن في العمل أيضا وبعدها اصبحت ممثلا في مسرحياته . وأنا اعتبر الفنان دريد استاذي بلا شك واخذت منه اشياء كثيرة ومهمة ومنها الوقت والالتزام به وبالعمل فهو انسان منضبط ويحترم عمله كثيرا .
من يتابع أعمالكم سابقا وأقصد المسرحيات يلاحظ تكرار نفس الوجوه المشاركة مع الفنان دريد لحام مثل عمر حجو ، أسامة الروماني و شاكر بريخان ما السبب؟
السبب هو أن الاستاذ شاكر بريخان كاتب كلمة وملحن مهم والاستاذ دريد اعتاد أن يتعامل مع اشخاص يفيدون العمل وانا كنت مسؤول عن اللوحات تحت استشارته أيضا أما عمر حجو فهو زميله وبينهما ماضي طويل من الزمالة والفن فكان رابطنا العمل وكنا متفاهمين جدا ومنسجمين الى ابعد الحدود .
تداولت وسائل الاعلام منذ فترة خبرا حول اتصال من الفنانة جيانا عيد "تهددك " فيه بالإيقاف عن التمثيل ؟ ما مدى صحة الخبر وتفاصيله ؟
اولا الفنانة جيانا انسانة احترمها جدا واعتبرها صديقة والقصة أنها اتصلت بي بناء على قانون موجود بالنقابة و الذي ينص على أنه اذا تقاعد الشخص فلا يحق له بمواصلة العمل بنفس المهنة . كما وينص القانون أنه اذا خالف احد هذا النص يوقف عن طريق الشرطة فاتصلت بي تلفت نظري وبكل صداقة للأمر واخبرتني بأنه لا يحق لي مواصلة العمل . وانا تسميتي في النقابة مصمم ومدرب رقص شعبي وتقاعدت ولم اعد اعمل بالفنون الشعبية ،
فأجبتها انه غائب عن ذهنكم في هذا القانون ان الإنسان يملك او يعمل في اكتر من عمل او مهنة .
فهل يعقل مثلا بأنني الحن واذا طلب مني أحد ما لحنا يجب ان اعتذر لاني متقاعد هل أموت الآن ؟
فالكلمة الوحيدة التي اساءت للموضوع هو "بان توقفني الشرطة ".. وهذا القانون خطأ فبعد هذه السنوات الطويلة هل يعقل ان أعامل مثلا كمجرم خاصة وأنني مؤسس في النقابة ، فهذه الشوشرة التي حلت هي قال عن قيل .
وهناك حلول كثيرة مثلا اما ان من يعمل بمهنة غير تسميته يدفع ... بالمئة من اجل المهنة مردود للنقابة او يقدم للنقابة لاضافة تسمية .
الم يزعجك لجوء بعض الوسائل الإعلامية الى تضخيم الأمور ونقلها بطريقة "القيل والقال" كما ذكرت ؟
انا اشعر بالحزن عندما اقرا مثل هذا الكلام واتساءل لماذا هذا الأسلوب ولماذا هذه الكلمات المستخدمة " تهدد" مثلا .
أنا مع الكلام الايجابي فمن يقدم شيء جميل من حقه ان نذكر ايجابياته اما سلبياته فلا يجوز ان نتحدث بها لانني قد يكون انا من رايتها وغيري لا .
وكمثال عما اتعرض له بعض الاحيان من قبل الصحافة ، في تكريم لي في تونس ، حاولت الصحافة ان تجعلني اتكلم او اصرح بكافة الطرق " ان الدراما السورية سحبت البساط من تحت الدراما المصرية" ، وهذا الكلام لا يجوز الساحة للجميع واذا تكاتفوا يكون احسن .
حتى أن البعض نشر كلاما ملفقا عني انا لم اقوله ولم اذكره وعندما اعترضت قيل لي ان الكلام مأخوذ عن موقع آخر . علما انني حتى لم أقوم بأي حوار مع أي موقع وصدقيني انتم اول موقع الكتروني يكون لي لقاء معه .
لنعود الى التمثيل ودعني اسألك .. متى كانت أول مشاركة درامية لك في التلفزيون ؟
اول مشاركة في مسلسل كان وادي المسك وبعدها ايام شامية وبعد ذلك عيلة النجوم وتوالت بعدها الاعمال والادوار علما أنني من الناس الذين لا يوجد عندهم أي هدف ولا اسعى لشيء ووجدت نفسي هكذا وفي هذا الموقع دون ان اعرف كيف !.
اذا عدت الى الوراء قليلا هل كنت ستتبع نفس المبدأ من عدم التخطيط ووجود الهدف أم أنك كنت ستغير المبدأ؟
ربما لو اهلي وافقوا على تدريسي الموسيقى من الممكن أن اتجاهي كان قد تغير تماما ، ربما كنت سأكون مسؤول فنيا اكثر ومثقف موسيقيا وعندي نضوج اكثر لأني اعتبر نفسي بسيط جدا ولا يوجد عندي نضوج .
حتى ابنتي نادين لديها في عملها نضوج اكثر مني وتقرا النص وتاخذه بمعايير ثانية أما انا اخذها كما هي أقرأ النص واؤديه.. ولا اقول انه شيء جيد وربما ينطبق علي فقط .
إذن هل تقبل بجميع النصوص المقدمة لك ام ترفض بعضها ؟
أنا ارفض اذا احسست أنه عمل غير ملائم أو شخصية لا احبها ، فأنا لا احب ان اظهر للناس الا كما احب انا وبالدور الاقرب لشخصيتي ، ومع ذلك فقد سبق وعملت شخصية واحدة " شريرة " في مسلسل تل الرماد مع المخرج نجدت انزور وكانت نتيجة قوية فاثبتت لنفسي انني استطيع تقديم شخصيات مختلفة .
خاصة وان اغلب ادوارك تصنف كوميدية ..
صدقيني لست انا السبب هم صنفوني بهذا الاطار وانا بشكل عام احب الشخصية البسيطة الطيبة لأن رب العالمين كرمنا وأطلق علينا اسم" انسان" وهذه التسمية لها مواصفات يجب ان لا نخرج عنها حتى بالتمثيل .
لكن ألا توافقني أن الممثل يجب ان يقدم الشخصيات الشريرة والطيبة لوجودهما معا في الحياة ؟
صحيح لكن انا احب الشخصية الطيبة واحب ان اقدمها ولا اميل للشخصيات السلبية والشريرة .
والمعقدة احب البساطة واخذ الامور ببساطة .حتى أنني بطبعي حساس جدا خاصة تجاه الاطفال والحيوانات و لا استطيع مشاهدة شيء محزن او يمس الاطفال حتى لو كان تمثيلاً .
اذا كانت تجوز المقارنة ، ما رأيك بالتمثيل قديما وحديثا كونك لازمت الجيلين ..ما الفرق وما الذي تغير ؟
برأيي أن الممثلين الجدد أفضل من القدامى كتمثيل ، اما من ناحية الالتزام فالممثلين القدامى افضل وعندهم توازن اكثر. .الجدد مهمين جدا كأداء ووعي وثقافة و طموحاتهم كبيرة ونحن مطمئنين على الدراما السورية بين أيديهم والآمال عليهم .
و ماذا عن التقنيات والأجور ؟
طبعا تطور العمل والتقنيات كثيرا والجيل الجديد مواكب لهذه التقنيات لكن تبقى تختلف الامكانات عندنا و لا نستطيع المقارنة بتقنيات الخارج . أما الاجور اصبحت افضل لكن يبقى الممثل السوري أفقر ممثل عربي .
ففي مصر عمل زاحد سينمائي هو بمساواة عشرات الأعمال السورية من ناحية الأجر لذلك يضطر الممثل عندنا للعمل في عدة أعمال خلال السنة مما يسبب بالتالي ارباك للشركة المنتجة أيضاً.
رغم عدم وجود ادوار بطولة لك في اعمالك الا ان أدوارك تبقى ذات طابع خاص ومميز في أذهان المشاهدين ما السبب برأيك ؟
هذه من عند رب العالمين وقضية ان يتميز الدور فانا أحيانا اجد للدور مصطلحات وهذه ترتكز فيما بعد في ذهن المشاهد مثلا في فيلم الكفرون كان هناك عبارة كنت اينما ذهبت اسمعها تردد من قبل الناس . وفي ايام شامية ما زالت الناس الى الآن تردد بعضا من الاغاني .
حتى في ليالي الصالحية كان الدور بسيط جدا "اشعل فانوس واطفئ فانوس" وبإضافة الأغاني تميز الدور وبقى في أذهان الناس .
حتى أن البطولة غير مفيدة ماديا فالعديد من الادوار الصغيرة في أعمال كثيرة يكون عائدها المادي أكثر بكثير وهذا ما يعمد اليه الكثير من الفنانين .
كونك كنت مشاركا في"باب الحارة" الى ماذا تعزو نجاح العمل وجماهيريته الكبيرة ؟
هناك عوامل كثيرة اولها "الله لا يحرم الحظ لحدا " والشيء الثاني ان مخرج العمل بسام الملا يعمل كثيرا على المنمنمات والتفاصيل والعالم بحاجة وشوق للأخلاقيات بغض النظر عن ما قال وقيل عن المسلسل .
هل انت مشارك في الجزء الثالث من باب الحارة ؟
كنت ساشارك الا انني انسحبت بسبب خلاف على الأجر مع المخرج بسام الملا حيث مكان التصوير بعيد والاجر قليل . رغم انه صديق وسيبقى وليس لهذا علاقة بما حصل فاختلافي على المادة لا علاقة له بعلاقتي مع الملا .
اغلب الذين في الوسط الفني لا يرغبون بدخول ابنائهم في هذا المجال لما يقال عن صعوبته وأجواءه الغير مستقرة ، كيف كان دخول ابنتك نادين في مجال الفن وهل كنت موافقا كأب وكفنان ؟
الامر بدأ بأنها كانت تشعر بالملل وكان هناك عمل لشركة الشام والمخرج هشام شربتجي وكان لي مشاهد في هذا العمل فقلت لها بأن تشارك معي ووافقت مع أن ترددت .
وبعد العمل أخبرني المخرج شربتجي أنها جيدة وتؤدي بشكل عظيم وهكذا كان وبدأت تتوالى الاعمال وانا لست ضد لكن طبعا بشروط ومراقبة . ونادين واعية جدا وثقتي فيها كبيرة لكن لا بد ان اعرف ماذا يحصل في عملها.
انت ملحن ومغني أيضا واحد اهم اعمالك واشهرها أغنية "نتالي" التي يجهل الكثيرون انها من تأليفك والحانك وغنائك ؟
صحيح "نتالي" هي اغنية من كلماتي والحاني .. والفتها عندما كنت أحب فتاة أجنبية وسافرت دون ان استطيع الارتباط بها .. ثم عادت وتزوجنا وهي الآن زوجتي وام اولادي .
بعد تاريخك الفني الطويل كيف تصف لنا الفن والتمثيل وماذا تستطيع ان تخبرنا عن هذا المشوار ؟
بعد هذا العمر وجدت انه لا يوجد شيء اسمه فن فهو مجرد تسمية ، والتمثيل هو عبارة عن مهنة مثلها مثل غيرها وليس فن . هو مهنة يتعلمها الإنسان تشبه النجار و الحداد .
واي ممثل يقول ان اول عمل له مثل العاشر يكون كذب ويضحك على نفسه فكلما مثل أكثر يصقل ويتعلم ويصبح متمكن من اداواته واي واحد ممكن ان يتعلمها ولو اتى من الشارع .
لكن هناك مشكلة وهي الحضور " الكاريزما " فليس كل الناس يملكونها ليكون لديهم القبول من الجمهور..
فقضية الفن اذا اسميناه هكذا كلها قائمة على المادة .. وليكون الكلام منطقي يجب ان نتجاوز تسمية فن ..
الفن برأيي هو عندما يستطيع أي احد ان يرسم مثلا شيء لا استطيع ان ارسمه أنه ، أو ينظم قصيدة شعر لا استطيع ان انظم مثلها . لكن نحن خلطنا الحابل بالنابل وأصبح "فتوش" .
ما هي مشاركاتك لهذا العام
شاركت في مسلسل أهل الراية ، بقعة ضوء وفي عمل خليجي كويتي كما اقوم بغناء واخراج أغنية للاطفال ستبث على قناة دنيا موجهة لكل اطفال العالم لكل مريض ولكل من عانى من الحروب و هذه رسالة لم ابحث عن مادة او أي شيء ثاني .واعتذر مسبقا من الناس على المشاهد والصور المؤثرة والمؤذية التي ستعرض لكن يجب ان يروا ماذا يحصل اما في ما تبقى فارتباطي مادي اذا لم اجد الاجر المناسب لا اعمل .