[center]سافر واعمل فلوس وماتشغلش بالك بالجواز العروسة حتكون في الكوشة.. و«صورة» سعادتك جنبها
كتب خالد حجاج ٢٦/٨/٢٠٠٨
المشهد يبدو تقليدياً من بعيد كأي حفل زفاف، أنوار زاهية وأصوات عالية تنطلق من الـ«دي جي»،
وأمام القاعة يقف أهل العروسين لاستقبال المدعوين إلا أن المشهد عن قرب يختلف فالعروس تجلس وحدها في الكوشة وتلتف حولها صديقاتها والأهل والمقربون منها، فيما يظل المقعد المجاور لها خالياً إلا من صورة مكبرة للعريس تم التقاطها بعناية ويبدو فيها مثل نجوم السينما.
هذا المشهد ليس لحفل عرس في الأراضي المحتلة لعروس ظلت متمسكة بعريسها الذي استشهد وتبتلت عليه لتظل ذكراه معها إلي الأبد لكنه مشهد متكرر هذه الأيام في ريف المنوفية بسبب سفر الشباب إلي الدول الأوروبية، خصوصاً إيطاليا وإتمام مراسم الزفاف والحفل دون وجود العريس.
المقعد الخالي في الكوشة ليس إلا المكان المفروض أن يجلس عليه العريس الذي قامت أسرته باختيار عروس له من خلال تبادل الصور مع أهل العروس وتم الاتفاق علي الشروط وعقد القران دون مراعاة التجانس أو التفاهم بين العروسين.
المهم أن العريس لديه قدرة مادية ويقدم عروضاً تفوق أبناء قريته ويضرب الرقم القياسي في قيمة الشبكة التي يقدمها لعروسه والفيلا أو الشقة التي يجهزها كعش للزوجية.
«لا تنتظروا أن يأتي العريس فهو لن يأتي الليلة أو بعدها وقد يظل لسنوات بعيداً وربما تزف إليه العروس وتسافر دون أن يأتي إليها».. هكذا قالت إحدي السيدات ممن يطلق عليهن عواجيز الفرح وتحسرت بقولها: «العروس نوارة وسنيورة والعريس صورة..
كل الناس تشوف العروسة وتتفرج عليها إلا العريس.. ده يبقي فرح» لكنها لم تكن تتوقع أن العريس المنتظر سيرسل في حركة تليفزيونية مبهرة رسالة عبر الأقمار الصناعية من خلال برنامج «ياهو ماسنجر» أو «الهوت ميل» ليشكر من يحضرون الفرح نيابة عنه ويقدمون التهنئة ليصبح حديث القرية أو المدينة لعدة أسابيع حتي يتفنن عريس آخر في بدعة جديدة ليخطف الأضواء من العريس السابق.
فتيات كثيرات يتمنين أن يكن مكان العروس بعد التغير الذي طرأ علي الريف، فلا يهم أن يكون العريس متديناً أو علي خلق ولا يهم أن يكون لديه مؤهل علمي يتناسب مع مؤهلها.
سها فتاة مخطوبة لشاب في إيطاليا قالت: «أنا معايا بكالوريوس تجارة وعريسي لم يكمل الإعدادية لكنه معاه بكالوريوس إيطاليا ولا مانع من أن أتزوجه حتي لو أصبحت الزوجه الثانية طالما أنه سيوفر لي كل ما أتمناه من سبل الرفاهية»، ورفضت اعتبار ذلك صفقة أو أنها تبيع نفسها وتغامر بزواج غير متكافئ من أجل المال.
أولياء الأمور يشجعون هذه الظاهرة ويحثون بناتهم علي الموافقة علي أي عريس طالما أنه مسافر إلي إيطاليا وبعضهم يرفض العرسان الذين يتقدمون ويؤجل البت في موضوع الارتباط لحين عودة الشباب من إيطاليا في موسم الشتاء،
ورغم ذلك مازال هناك من يرفض إغراءات المال والبهرجة المبالغ فيها ويفضل ارتباط ابنته بمن يرتضي دينه وخلقه حتي لو كانت إمكاناته متواضعة علي اعتبار أنه يشتري رجلاً يعرف أصله وفصله وسيحافظ علي ابنته.
لقد احترت في كتابة عنوان الموضوع
هل هذا زواج ام مغامرة ومن يغامر بأبنته ؟؟
__________________[/center]