ام يزن عضو جامد
عدد الرسائل : 190 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: تحت المجهر السبت يونيو 14, 2008 3:52 pm | |
| تحت المجهر الحـــوارالإســلامي وثمـراته المتميـــزة بقلم: د/ مصطفي عرجاوي رئيس قسم القانون الخاص بكلية الشريعة والقانون ـ جامعة الأزهر |
إن العالم الإسلامي بحاجة ماسة إلي من يأخذ بيديه, وأكثر حاجة إلي من يوحد صفه, ويجلي هدفه, ويبرز كلمته, ويجمع شمله علي قلب رجل واحد, ولن يتحقق هذا سوي بالحوار الإسلامي, حوار ينتصر للحق, ويقف في وجه التطرف والانحراف, حوار يعلي من شأن الشرعية بلا تحزب أو عصبية مذهبية أو عقدية, لأن فاقد الشيء لايعطيه, ولذلك حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز علي جمع قادة الأمة وصفوة علمائها في مكة أشرف بقاع الأرض لحوار إسلامي بعيد عن أي مصلحة ذاتية سوي خدمة الإسلام وجموع المسلمين في أرجاء الأرض, لأنه لا يمكن محاورة الاخر قبل أن نتحاور مع أنفسنا بمصداقية وشفافية بهدف واحد ووحيد, هو خدمة الإسلام وتجلية صورة المسلمين امام العالم أجمع بعد الاتهامات التي انهالت علينا وعلي إسلامنا بغير وجه حق.
لغة الحوار: لقد تعلمنا من الذكر الحكيم ومن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه أصول الحوار ولغته الراقية حتي مع أعتي المشركين والجبارين فرعون وقد جاء ذلك في قوله تعالي لسيدنا موسي وهارون عليهما السلام عندما ارسلهما إليه وكلفهما بتبليغه رسالة التوحيد: إذهبا إلي فرعون إنه طغي, فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشي(طه: الآيتان43,44). ومن قوله جل في علاه:ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن وجاء في هذا الشأن عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: خاطبوا الناس علي قدر عقولهم, فلكل مقام مقال, ولكل حادث حديث, ولاننسي هذا الحوار الذي دار بين رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وبين الشاب الذي جاء ليستأذنه في ارتكاب جريمة الزنا, وهي فعل بغيض لايمكن أن يكون محل حوار أو مجرد مناقشة, لكن صلوات الله عليه قد تدرج مع الشاب في الحوار من خلال قوله له: أترضاه لأمك, لأختك, لبنتك....
فيجيب الفتي لايارسول الله, فيقول عليه الصلاة والسلام وكذلك الناس هذا الحوار يحمل أقصي درجات التسامح والتفاهم والتعاطف والتراحم حتي مع من يرغب في ارتكاب حد من حدود الله تعالي, طالما أنه جاء ليتحاور في هذا الشأن العظيم.
ألايمكننا الاقتداء بكتاب الله وبسنة رسوله في فتح باب الحوار الاسلامي حتي فيما نعده من المعضلات, فلا معضلات تشبه معضلة التحاور مع فرعون أو طالب الإذن بالزنا, مع ذلك تم الحوار في هذين الأمرين بلا تحفظ أو معاداة, لأن منطق الحوار يلين الحديد. ويصوغ ويسبك المواقف ويوحدها ويوجهها إلي طريق الحق والعدل.
أهداف الحوار: لايمكن أن نحاور من أجل الحوار فقط, لأنها ستكون مجادلة لاتفيد, بل تضر أكثر مما تنفع, فلابد من تحديد الأهداف بدقة للوصول إلي النتائج المرجوة أو بهدف الاتفاق علي مجموعة من المبادئ المقبولة لدي الجميع, لأنه لامفر من تحديد الأهداف في إطارها العام علي الأقل, ولامانع بعد ذلك من خلال الحوار والمناقشات والمراجعات البعيدة عن الشخصية أو المذهبية أو الطائفية أو القومية... أن نتوصل إلي نقاط اتفاق محددة, وإن كانت قليلة, لأنها مجرد بداية, لنتعود بعدها اقتحام المشاكل والخلافات بهدف تجاوزها لاحقاق الحق وإبطال الباطل, لأن الرجوع إلي الحق خير من التمادي فيما سواه, عندما تخلص العزيمة, وتصدق النوايا.
ثمرة الحوار: إذا توصلنا من خلال الحوار إلي هدف أو أهداف معينة مقبولة من جميع المحاورين, فتلكم ثمرة جيدة ومتميزة, ينبغي علينا أن نعض عليها بالنواجذ, وأن نحرص علي تنميتها ونشرها للاستفاده منها في تحقيق الاتفاق أو التوافق في قضايانا الخاصة أو العامة قبل أن نتوجه إلي غيرنا بالحوار, لأن فاقد الشيء لايعطيه.
لذلك كان لمؤتمر الحوار الإسلامي المنعقد برحاب مكة المكرمة بالأمس القريب ثمرة طيبة تتمثل في التوصية من المجتمعين بضرورة إقامة مركز متخصص لحوار الحضارات, لتعريف العالم بأسره بما تحتويه أحكام الإسلام من معان عديدة, تعلي من شأن الأنسان وحقوقه بغض النظر عن نوعه أو جنسيته أو قوميته, فالكل سواء مصداقا لقول الرسول عليه االصلاة والسلام:كلكم لآدم, وآدم من تراب, لافضل لعربي علي أعجمي, ولا لأسود علي أحمر... إلا بالتقوي وقوله عليه الصلاة والسلام إنما تتفاضلون بأعمالكم لا بأنسابكم وقوله أيضا: اعملي يافاطمة بنت محمد فلن أغني عنك من الله شيئا, وهذه المعاني الكريمة لا مفر من نشرها وبثها للعالم أجمع, للتعرف عليها, ليكن منطلق حوارنا من خلال ماضينا المشرق, وحاضرنا المبهج, ومستقبلنا المضيء,, بلا عصبية أو انفعال حتي في مواجهة المتطرفين من أصحاب الحضارات غير الإسلامية, لأنه لن يصح في النهاية سوي الصحيح.
الحوار المنشود: لانريد الحوار من أجل الحوار, ولانسعي إليه لمجرد التغلب أو التعالي علي غيرنا, أو لتمجيد حضارتنا الإسلامية علي حساب الحضارات الأخري, بل نحاور الآخر بمنتهي الحكمة والموضوعية والشفافية, حوار منطقي عقلاني سائغ, ولانسمح للعواطف أو المشاعر أن تقودنا مهما كانت التحديات. لذلك كانت توصية مؤتمر الحوار الإسلامي بجدة بإقامة مركز لحوار الحضارات تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين, من أفضل المقترحات المحققة للأهداف المنشودة من الحوار في المستقبل, وكان قبول خادم الحرمين الشريفين لانشاء المركز في أشرف بقاع الأرض خير خدمة يقدمها للإسلام والمسلمين فضلا عن الحرمين الشريفين, وتلكم بداية الغيث والله تعالي من وراء القصد.
|
| |
|
ام يزن عضو جامد
عدد الرسائل : 190 تاريخ التسجيل : 06/03/2008
| موضوع: رد: تحت المجهر السبت يونيو 14, 2008 3:53 pm | |
| تعديل السلوك الإنجابي للأسرةضرورة دينية واجتماعية العلماء: الموروثــات الدينية والثقافيــة والاجتمــــــــــاعية الخـــاطئة سبب الزيادة الســـــــــــــكانية |
للمشكلة السكانية التي ناقش جوانبها المختلفة المؤتمر القومي للسكان أبعاد دينية وروافد ثقافية, ان الموروثات الدينية والاجتماعية الخاطئة هي التي تقف وراء الزيادة السكانية الخطيرة... وأن المشكلة شديدة التعقيد ولايمكن ان تحل بجهود فردية... بل تحتاج الي تفعيل دور المؤسسة الدينية... ودور أئمة المساجد وكافة مؤسسات المجتمع الاخري.
تشير البيانات المعلنة إلي أن عدد سكان مصر وصل إلي قرابة79 مليونا... مع توقعات بأن يصل التعداد إلي مائة مليون بعد عشر سنوات من الآن... وتشير البيانات أيضا إلي أن عدد المواليد السنوي يصل إلي1.9 مليون مولود سنويا... وهو رقم يزيد عن عدد المواليد في فرنسا وإيطاليا وأسبانيا مجتمعة... أيضا تؤكد الاحصائيات أنه يوجد في مصر سنويا350 ألف أسرة لديها ثلاثة أطفال و200 ألف أسرة لديها خمسة أطفال.
فالنمو السكاني السريع ـ كما يقول د. محمد عبد الغني الاستاذ بجامعة الأزهر ـ هو البعد الأكثر خطورة في الوقت الراهن... لأن سكان مصر تقريبا قد تضاعف عددهم سبع مرات تقريبا في غضون مائة عام... ولهذا النمو السريع أسبابه التي ترتبط بمفاهيم دينية خاطئة عن المشكلة السكانية ومسألة تنظيم الأسرة المباح في شريعة الاسلام.
ذلك لأن الله سبحانه وتعالي منع الضرر والضرار... ودعا لتكوين مجتمع إسلامي قوي البنيان قادر علي العطاء وصنع التقدم في كافة المجالات: العلمية والتكنولوجية والاقتصادية والاجتماعية.
ولكي يعيش المسلم حياته الطبيعية ـ كما يقول د. عبد الغني ويعمل وينتج ويفكر ويتقدم ويكون بحق كما اراد الله سبحانه خليفة لله في الأرض, لابد من تعديل السلوك الانجابي للأسرة المصرية... وهي مسألة لن تتحقق من خلال مؤتمر للسكان أومن برنامج إعلامي مشاهد أو مسموع, بل من خلال تغيير ثقافة الانجاب التي مازالت تبحث عن كثرة عدد الأسرة... وعن الطفل الذكر, ومن خلال تعميق الوعي الديني والفهم الصحيح لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف.
فديننا لا يأمرنا بكثرة الانجاب بغير ضوابط... ولايأمرنا بإنجاب طفل لانستطيع أن نعلمه أو نرعاه صحيا أو خلقيا... كما أن الزيادة السكانية ـ كما يقول د. نبيل السملوطي الاستاذ بجامعة الازهر ليست شرا بشكل مطلق فمن الممكن عندما تتوافر الموارد الاقتصادية ـ أن يكون للبشر دور مهم في صنع الحضارة والتقدم, وقد فعلت ذلك دول أسيوية كثيرة واحتفظت بمعدلات نمو مرتفعة لسنين طويلة.
ان تعديل السلوك الانجابي ـ كما يقول د.محمد رأفت عثمان الأستاذ بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ـ ضرورة دينية واجتماعية... فكل اسرة مصرية إذا اكتفت بطفلين أو ثلاثة علي الأكثر سينتج عن هذا ـ حسبما تشير البيانات, انخفاض عدد المواليد إلي نحو مليون مولود سنويا بدلا من1,9 مليون.
وهذا يعني توفير المعيشة الكريمة لكل مسلم... ويعني أن عدد الملتحقين بالسنة الأولي الابتدائية بعد ست سنوات سيكون نصف العدد الذي يتم استيعابه اليوم... وبالتأكيد فإن هذا التوجه سينعكس علي جودة التعليم... وعلي الرعاية الصحية وعلي فرص العمل وعلي الموارد الاقتصادية. إن تسليط الضوء علي المشكلة بشكل مستمر ـ كما يقول د. رأفت عثمان ـ أصبح أمرا في غاية الأهمية, لأن شريعة الاسلام دعت لتكوين مجتمع مسلم قوي... وتكوين حضارة إسلامية ناصعة, ولن يحدث ذلك بكثرة عدد السكان, بل بالارتقاء بالتنمية البشرية وبمستوي التعليم يقول الله سبحانه.
انما يخشي الله من عباده العلماء فالعلم وليس كثرة الانجاب هو الذي يساعد الانسان علي تحقيق مطالب الحياة, وهو الذي سيجعل مصر قوية أمنة.
لقد كشف لنا أحدث تقرير صادر عن المعهد القومي للتخطيط أن معدلات الفقر مازالت مرتفعة بشكل عام في مصر حيث تتجاوز الـ20% وكشف أيضا التقرير عن زيادة التجمعات العشوائية وزيادة معدل الفقر في محافظات الصعيد, وأشار إلي أن هناك اكثر من15% من الأطفال من6 سنوات إلي15 عاما لم يلتحقوا أهلا بالتعليم الأساس أو تسربوا منه!!
|
| |
|