روفيده عضوفعال
عدد الرسائل : 72 العمر : 35 الدوله : مزاجى : الاوسمه : تاريخ التسجيل : 28/02/2008
| موضوع: موسوعه الخطب الدينيه الجمعة فبراير 29, 2008 9:36 pm | |
| لمن بحيازته خطب دينيه بامكانك اضافتها فى هذا الركن وارجو التثبيت عنوان الخطبة | وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ | رقم الخطبة | 3267 | الموضوع الرئيسى | قضايا في الاعتقاد ، العلم والدعوة والجهاد | الموضوع الفرعى | الاتباع ، التربية والتزكية | اسم الخطيب | أسامة خياط | اسم المدينة | مكة المكرمة | تاريخ الخطبة(هـ) | 8/7/1424 | اسم المسجد | المسجد الحرام | ملخص الخطبة: 1- الطريق إلى الله واحد, وطرق الباطل مختلفة. 2- كل سبيل يوصل إلى رضوان الله فهو من الطريق إليه. 3- من رحمة الله بعباده أن نوع لهم سبل الخير الموصلة إليه تبعاً لاختلاف قدراتهم ورغباتهم. 4- من الناس من وفقه الله للجمع بين سبل الخير كلها. 5- كل من ذاق حلاوة الإيمان ثم استبدلها بشهواته أعرض الله عنه وشقي في الدنيا والآخرة. 6- إذا أحب الله عبداً أشرقت له دنياه وأخراه. | الخطبة الأولى
أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله وراقبوه، واذكروا أنكم موقوفون بين يديه يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْء مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ [النبأ:40]، يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَـٰنُ مَا سَعَىٰ [النازعات:35]، يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَـٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذّكْرَىٰ [الفجر:23].
أيها المسلمون، إنه إذا كانت سبل الباطل وطرقه كثيرة لا تكاد تحصر فإن الطريق إلى الله تعالى في الحقيقة واحد لا تعدد فيه، وهو صراطه المستقيم الذي نصبه موصلاً لمن سلكه إليه وإلى رضوانه وجناته، كما قال سبحانه: وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [الأنعام:153]. فوحد سبيله لأنه في نفسه واحد لا تعدد فيه, وجمع السبل المخالفة له لأنها كثيرة متعددة، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده والدارمي في سننه بإسناد حسن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي خط خطًا مستقيًا ثم قال: ((هذا سبيل الله)) ثم خط خطوطًا عن يمينه وعن شماله ثم قال: ((هذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه)) ثم قرأ: وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ الآية[1].
فالطريق إلى الله أيها الإخوة واحد؛ لأنه سبحانه الحق المبين، والحق واحد مرجعه إلى واحد، وأما الباطل والضلال فلا ينحصر، بل كل ما سواه باطل، وكل طريق إلى الباطل فهو باطل.
وأما ما يقع في كلام أهل العلم من أن الطريق إلى الله متعددة متنوعة وأن الله جعلها كذلك لتنوع الاستعدادات واختلافها رحمة منه وفضلاً فهو قول صحيح أيضًا، لا ينافي وحدة الطريق إليه, وبيان ذلك كما قال العلامة الإمام الحافظ ابن القيم رحمه الله: "أن الطريق واحدة جامعة لكل ما يرضي الله، وما يرضيه متعدد متنوع، فجميع ما يرضيه طريق واحد، ومراضيه متعددة متنوعة بحسب الأزمان والأماكن والأشخاص والأحوال، وكلها طرق مرضاته، فهذه هي التي جعلها الله سبحانه برحمته وحكمته كثيرة متنوعة جدًا، لاختلاف استعداد العباد وقابلياتهم, ولو جعلها نوعًا واحدًا مع اختلاف الأذهان والعقول وقوة الاستعدادات وضعفها لم يسلكه إلا واحد بعد واحد، ولكن لما اختلفت هذه الاستعدادات تنوعت الطرق، ليسلك كل امرئ إلى ربه طريقًا يقتضيه استعداده وقوته وقبوله.
ومن هنا يعلم تنوع الشرائع واختلافها مع رجوعها كلها إلى دين واحد، مع وحدة المعبود ووحدة دينه، ومنه الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((الأنبياء إخوة لعلاّت، أمهاتهم شتى ودينهم واحد))[2]، فأولاد العلات من كان والدهم واحدًا وأمهاتهم متعددة، فشبه صلوات الله وسلامه عليه دين الأنبياء بالأب الواحد، وشبه شرائعهم بالأمهات المتعددة، فإنها ـ أي هذه الشرائع ـ وإن تعددت فمرجعها لأب واحد.
وإذا تقرر هذا فمن الناس من يكون العلم والتعليم سيد عمله وطريقه إلى الله، قد وفر عليه زمانه مبتغيًا به وجه الله، فلا يزال كذلك، عاكفًا على طريق العلم والتعليم, عاملاً بما علم, حتى يصل من تلك الطريق إلى الله، أو يموت في طريق طلبه، فيرجى له الوصول إلى مطلبه بعد مماته, كما قال سبحانه: وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَـٰجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ الآية [النساء:100].
ومن الناس من يكون الذكر وتلاوة القرآن سيد عمله، هو الغالب على أوقاته، قد جعله زاده لمعاده، ورأس ماله لمآله، فمتى فتر عنه أو قصر رأى أنه قد غبن وخسر.
ومن الناس من يكون سيد عمله الصلاة، فمتى قصر في ورد منها أو مضى عليه وقت وهو غير مشغول بها، أو مستعد لها أظلم عليه قلبه، وضاق صدره.
ومن الناس من يكون طريقه الإحسان والنفع المتعدي، كقضاء الحاجات وتفريج الكربات وإغاثة اللهفان وأنواع الصدقات، قد فتح له في هذا وسلك منه طريقه إلى ربه.
ومن الناس من يكون طريقه الصوم فهو متى أفطر تغير قلبه، وساءت حاله.
ومنهم من يكون طريقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قد فتح الله له فيه, ونفذ منه إلى ربه.
ومنهم من يكون طريقه الذي نفذ منه الحج والاعتمار.
ومنهم الجامع لتلك المنافذ، السالك إلى الله في كل واد، الكادح إليه من كل طريق، فهو قد جعل وظائف عبوديته قبلة قلبه، ونصب عينه، يؤمها أين كانت، ويسير معها حيث سارت، قد ضرب مع كل فريق بسهم، فأين كانت العبودية وجدته، إن كان علم وجدته مع أهله، أو جهاد وجدته في صفوف المجاهدين، أو صلاة وجدته في القانتين، أو ذكر وجدته في الذاكرين، أو إحسان وجدته في زمرة المحسنين، أو محبة ومراقبة وإنابة إلى الله وجدته في زمرة المحبين المنيبين، يدين بدين العبودية أنى استقلت ركائبها، ويتوجه إليها حيث استقرت مضاربها، لو قيل له: ما تريد من الأعمال؟ لقال: أريد أن أنفذ أوامر ربي حيث كانت، وأين كانت، جالبة ما جلبت، مقتضية ما اقتضت، جمعتني أو فرقتني، ليس لي مراد إلا تنفيذها، والقيام بأدائها, مراقبًا له فيها، عاكفًا عليه بالروح والقلب والبدن، قد سلمت إليه المبيع منتظرًا منه تسليم الثمن، إِنَّ ٱللَّهَ ٱشْتَرَىٰ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوٰلَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ ٱلّجَنَّةَ [التوبة:111].
فهذا يا عباد الله، هو العبد السالك إلى ربه النافذ إليه حقيقة نفوذًا يتصل به قلبه، ويتعلق به تعلق المحب التام المحبة بمحبوبه، فيسلو به عن جميع المطالب سواه، فلا يبق في قلبه إلا محبة الله ومحبة أمره، فكانت عاقبة ذلك أن قربه ربه واصطفاه، وأخذ بقلبه إليه وتولاه في جميع أموره، في دينه ومعاشه، وتولى تربيته أحسن وأبلغ مما يربي الوالد الشفيق ولده، فإنه سبحانه المقيم لكل شيء من المخلوقات، طائعها وعاصيها، فكيف تكون قيوميته بمن أحبه وتولاه, وآثره على ما سواه, ورضيه به من دون الناس ربًا وحبيبًا ووكيلاً وناصرًا ومعينًا وهاديًا، فلو كشف الغطاء عن ألطافه وبره وصنعه له من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم لذاب قلبه محبة له، وشوقًا إليه، وشكرًا له.
ومن ذاق شيئًا من ذلك، وعرف طريقة موصلة إلى الله ثم تركها، وأقبل على إراداته وراحاته ولذاته ونزواته وقع في آثار المعاطب، وأودع قلبه سجن المضايق، وعذب في حياته عذابًا لم يعذب به أحد من العالمين، فحياته عجز وغم وحزن، وموته كدر وحسرة، ومعاده أسف وندامة، قد فرط عليه أمره، وتشتت عليه شمله، يستغيث فلا يغاث، ويشتكي فلا يُشكى، قد رحلت أفراحه وسروره مدبرة، وأقبلت آلامه وأحزانه وحسراته، قد أبدل بأنسه وحشة, وبعزه ذلاً، وبغناه فقرًا.
ذلك بأنه عرف طريقه إلى ربه ثم تركها ناكبًا عنها، مكبًا على وجهه، فأبصر ثم عمي، وعرف ثم أنكر, وأقبل ثم أدبر، ودعي فما أجاب، وفتح له فولى ظهره الباب، قد ترك طريق مولاه وأقبل بكليته على هواه، فلو نال بعض حظوظه، وتلذذ براحاته فهو مقيد القلب عن انطلاقه في فسيح التوحيد، وميادين الأنس، ورياض المحبة وموائد القرب، قد انحط لاعراضه عن إلهه الحق أسفل سافلين، وإعراض الكون عنه إذا أعرض عن ربه حائل بينه وبين مراده، فهو قبر يمشي على الأرض، روحه في وحشة من جسمه، وقلبه في ملال من حياته، يتمنى الموت ويشتهيه ولو كان فيه ما فيه، حتى إذا جاءه الموت على تلك الحال ـ عياذًا بالله من ذلك ـ فلا تسل عما يحل به من العذاب الأليم؛ لوقوع الحجاب بينه وبين مولاه الحق, فهذه عاقبة إعراضه وإيثار شهوته وشطحاته على مرضاة ربه.
فمن أعرض عن الله بالكلية ـ يا عباد الله ـ أعرض الله عنه بالكلية، ومن أعرض الله عنه لزمه الشقاء والبؤس والنحس في أعماله وأحواله، وقارنه سوء الحال وفساده في دينه ومعاشه.
فالمحروم كل المحروم إذن هو من عرف الطريق إليه ثم أعرض عنها، أو وجد بارقة من حبه ثم سلبها، ولم ينفذ إلى ربه منها، لا سيما إذا مال بتلك الإرادة إلى شيء من اللذات المحرمة، أو انصرف بجملته إلى الشطحات والنزوات، عاكفًا على ذلك ليله ونهاره، وغدوه ورواحه، هابطًا من الأوج الأعلى إلى الحضيض الأدنى، ثاويًا في سجن الهوى، مقيمًا في أسر العدو، هائمًا في أدوية الحيرة"[3].
وصدق سبحانه إذ يقول: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ أَعْمَىٰ قَالَ رَبّ لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً قَالَ كَذٰلِكَ أَتَتْكَ ايَـٰتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ [طه:124-126].
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وبسنة نبيه ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه, إنه هو الغفور الرحيم.
[1]مسند الإمام أحمد (1/435), وسنن الدارمي (1/78).
[2]أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء, باب: قول الله: واذكر في الكتاب مريم... (3443), ومسلم في الفضائل (2635).
[3]طريق الهجرتين (1/278-283) بتصرف واختصار.
| | |
عدل سابقا من قبل روفيده في الجمعة فبراير 29, 2008 9:41 pm عدل 2 مرات | |
|
روميساء عضوفعال
عدد الرسائل : 109 العمر : 34 مزاجى : تاريخ التسجيل : 29/01/2008
| موضوع: رد: موسوعه الخطب الدينيه الإثنين مارس 03, 2008 6:40 pm | |
| خطبه جميله فعلا ياريت لو فيديو قدرتم تنزلوها نزلو | |
|
تويتى اداريه مستخبيه
عدد الرسائل : 485 العمر : 40 مزاجى : الاوسمه : تاريخ التسجيل : 29/01/2008
| موضوع: رد: موسوعه الخطب الدينيه الأربعاء أبريل 23, 2008 4:22 pm | |
| تسلمى روفيده ان شاء الله الموضوع هيتثبت | |
|